صفـقــة إيرانـيــة في أفــريقيـا
عندما توجهت طهران إلى
القارة الأفريقية كانت تهدف من توجهها تحقيق مجموعة أهداف منها: فك الحصار الدولي الذي كان
مفروضاً عليها بسبب برنامجها النووي والحصول على اليورانيوم من الدول الافريقية
"جنوب الصحراء" الغنية بهذا المورد الحيوي،ومحاولتها نقل معاركها خارج
حدودها،وضمان السيطرة على معاقل جغرافية وإستراتيجية في تلك المنطقة البعيدة من
الإهتمام العربي والخليجي، ونظراً لأهمية البحر في سياسة إيران، ورغبة
إيران في كسر العزلة الإقتصادية وإظهار نفسها كقوة منافسة،ومحاولتها السيطرة على
ممرات بحرية وبرية لكسب أوراق ضغط جديدة في جنوب الخليج العربي تم إنشاء أهم
الخطوط البحرية في شرق أفريقيا (خط ممباسا- بندر عباس)، كما قامت بدعم فرقة
الأحباش "المُتطرفة" في أثيوبيا وهي فرقة دينية تأسست في لبنان وإنتقلت
بعدها إلى شرق أفريقيا، كما أسست طهران المؤسسة الخيرية للبحوث الإسلامية والرعاية الإجتماعية للمسلمين
الجدد والتي حملت رمز (I.R.W.F.A) في مدينة كيكويت الكونغولية في الكونغو -كينشاسا والتي أعلنت على
لسان رئيسها "دانغاما جيري" أنها تُمارس دورها في " التبليغ
المذهبي"، وتدشين شركة "الكونغو فوتور" لتجارة
الألماس، أوما يُعرف بـ"ماس الحروب" أي المُستخرج من مناطق النزاعات،وما
يُقلق أن تلك الأموال المُتولدة في هذه الإقتصادات الضعيفة وغير المُنظمة في بعض
الدول الأفريقية في كثير من الأحيان يمكن أن تنجح في دعم المنظمات الإرهابية في
أفريقيا،مثل بوكو حرام في نيجيريا، وحركة الشباب في الصومال،مما سوف يسهل ضرب
المصالح الخليجية والعربية في أفريقيا،خاصة أن طهران تُفضل تحقيق مصالحها
الإستراتيجية حتى لو تعارضت مع أيدلوجيتها الدينية،ولنا في موقفها مع أذربيجان المُسلمة
والتي تشارك طهران في مذهبها والتي كانت في حالة حرب مع أرمينيا عبرة حسنة، فإيران
قامت بدعم أرمينيا "المسيحية" ضد أذربيجان "الشيعية" لأنها
كانت تعارض مصالحها الإستراتيجية مما يؤكد أن طهران تُرجح كفة مصالحها
الإستراتيجية حتى لو تعارضت مع إيدلوجيتها الدينية.
أفريقياً، تُدرك
طهران أن التنظيمات الإرهابية في أفريقيا تناهض الوجود الغربي،وإيران ترغب بوجود
معاقل جغرافية وإستراتيجية تابعة لها في أفريقيا،ولتحقيق ذلك أُرجح أن تلجأ طهران إلى توحيد الجماعات الأفريقية
المُتطرفة،وستغضُ الطرف "مؤقتا" عن الإختلاف المذهبي مثلاً بين "بوكو
حرام السنية" و"المُنظمة الإسلامية الشيعية"التي يرأسها رجل إيران
في نيجيريا "إبراهيم زكزكي"،وستتعاون مع الجماعات المُتطرفة التابعة
لتنظيم الدولة في أفريقيا لتقض مضجع القوى الدولية حتى يتم الإعتراف بها كقوة
إقليمية وبعد تحقيق أهدافها ستستخدم ميلشياتها "الشيعية"لإشعال حرب
طائفية على الطريقة "العراقية".
نجحت طهران في تعويض تهميشها بالتنسيق مع دول الساحة
الأفريقية،وبعد التوقيع على الإتفاق النووي تضاعف إصرارطهران على نقل معركتها إلى اليمن
والبحرالأحمر،مما يؤكد أن التوجهات الإيرانية الإقتصادية ستكون عامل ثابت،وستوسع
إيران نفوذها في أفريقيا وستجد الدول الأفريقية مُبرراً لتطويرعلاقتها مع إيران
بعد أن تم وضع حد للعراقيل التي كانت تقيد طهران في أفريقيا في ظل غياب مشروع ورؤية
خليجية عربية إستراتيجية واضحة.
تم إجراء مقابلة لي حول الموضوع أعلاه في
جريدة عين اليوم السعودية يمكن الإطلاع عليها على الرابط التالي:-
أمــــينة الــعريمـــــي
بـــــاحثة إمــــاراتــــية فـــي الــــشأن
الأفـــريــقـــي