المرأة الأفريقية وسام الصدور
|
جلسة عمل مع السيدة روجيكا أبرز الشخصيات النسائية الأفريقية التي أمنت بمستقبل أفريقيا وأبنائها
في رحلتي لدول الغرب الأفريقي كثيراً ما ساورتني الحيرة
وأنا أرى مستوى التقدم الذي وصلت له المرأة الأفريقية في جميع المجالات، فمنذ أن
وطأت قدماي أرض الممالك الأفريقية القديمة مثل مملكة كانم برنو التي إمتدت من وسط
أفريقيا وبالتحديد من الأراضي التشادية إلى الغرب الأفريقي إلى أن وصلت إلى مملكة
كانجا مانسا موسى القديمة في مالي وأنا أكاد لا أصدق ما أراه، وجدت المرأة
الأفريقية تسير بخطى ثابته ومُتقدمة بل وتفوقت على الرجل في الكثير من المجالات،
فها هي رئيسة جمهورية أفريقيا الوسطى السابقة السيدة كاثرين بانزا التي قادت مرحلة
السلام بين الميلشيات المتناحرة في العاصمة بانغي وضواحيها، والسيدة جويس باندا الرئيسة
السابقة لجمهورية مالاوي التي قامت بتخفيض راتبها بنسبة 30% لصالح الشعب وعرضت
طائرتها الرئاسية للبيع وإستغنت عن ستين مركبة رئاسية وبدأت أول برنامج إصلاحي في
البلاد، ولا ننسى رئيسة جمهورية ليبيريا السيدة إلين جونسون سيرليف الحائزة على
جائزة نويل للسلام والتي حكمت ليبيريا من عام 2006 وحتى 20 يناير 2018، والقائمة تطول، فأفريقيا قارة تزخر بنماذج
نسائية واعدة أمنت أن مستقبل أفريقيا لن يتحقق إلا بتأمين مُستقبل أبنائها، ومن حسن حظي أن ألتقي بإحداهن، فقد جمعني العمل الميداني بالسيدة روجيكا واحدة من أبرز الشخصيات
النسائية التي تكفلت وعلى نفقتها الخاصة برعاية الأطفال الفاقدين لأهلهم والذين تم
إستغلالهم في الحروب، كما أنها قامت بتأمين تعليم هؤلاء الأطفال حتى المرحلة
الثانوية ومن بعد ذلك يسهل دخولهم إلى الجامعات في بلدانهم.
أكثر ما أسعدني أن السيدة روجيكا ليست الوحيدة التي
تمارس هذا النشاط الإنساني بل هناك نساء أخريات وظفن ثروتهن لخدمة المجتمع وأبناءه
وسيجنين ما زرعنه يوماً ما، نعم هذه هي المرأة الأفريقية التي لا يرغب الإعلام
الموازي بالتعرف عليها وإبراز إنسانيتها وعطائها والإكتفاء بإظهار الصور السلبية
للقارة وأبنائها.
د. أمينة العريمي
باحثة إماراتية في
الشأن الأفريقي
@gulf_afro
|