إنقـــلاب فـي أرض النـــزهـــاء " بـوركينــافـاســو "
يقول (بريمان/ شاعر عريق من جزر الكاريبي) عن افريقيا في
قصيدته المشهورهYou Better Believe it " لقد
صهرتُ الحديد في بلاد النوبه يوم كنتم أمماً تشق الأرض بالمحاريث الخشبيه، وسبكتُ
النحاس في بنين يوم كانت لندن مستنقعات، وأصبحت تمبوكتو ملاذاً للعلماء في زمان كان
الرهابنه الأميون المُتسخه أجسامهم يرتجفون من البرد في أروقة اكسفورد".
(بوركينافاسو) أطلق عليها المستعمر الفرنسي إسم ( فولتا
العليا) لإحتوائها على الروافد الرئيسية لنهر الفولتا، إلى أن جاء أب الثوره
البوركينيه (جيفارا أفريقيا) الرئيس (توماس سانكارا) الذي أطلق عليها اسم (
بوركينافاسو) ومعناها ( أرض النزهاء) .
شهدت (بوركينافاسو) مؤخراً انقلاباً عسكرياً هو الثاني
في أقل من عام، قاد إنقلاب الخميس 17/8/2015 الجنرال (جيلبير ديانديريه) - رئيس
هيئة الاركان في عهد الرئيس السابق بليز كامبوري) وأحد أبرز المشاركين في الانقلاب
الذي أغتيل فيه (سانكارا)1987، وتم الاعلان عن إقالة الرئيس الانتقالي (ميشال
كافاندو) وحل الحكومة والمجلس الانتقالي وتعيين الجنرال (جيلبير ديانديريه)
رئيساً، في الوقت الذي تستعد فيه البلاد لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في
اكتوبر 2015.
نجحت منظمة الجماعة الإقتصادية لدول غرب افريقيا (
الإيكواس) في إنهاء الازمة، وتعد منظمة ( الإيكواس) بمثابة الآلية المؤسستية لدعم جهود التعاون الاقليمي بين دول المنظمة، كما أنها المنظمة
الفرعية الأولى في إفريقيا التي صاغت بروتوكولات أمنية لعملية التسوية بعد أن
تدخلت في أربعة صراعات من خلال الوسائل المختلفة للتسوية بما فيها الوسائل
العسكرية مما جعلها ذات خبرة في عملية التسوية، وتم
القبض مؤخراً على قائد الانقلاب وبدأت أرض النزهاء تسترد امنها.
افريقيا لمن لا
يعرفها لديها سجل حافل في مسلسل الإنقلابات فلقد شهدت منذ عام 1960 أكثر من 200
انقلاب عسكري نجح 45% منها في تغيير القيادة وهيكل الحكومة وبدلاً من معالجة الأسباب
الجذرية لتسيس الجيوش بالإدارة الملائمة عالجت بعض الدول الافريقية ذلك التهديد
عبر إضعاف جيوشها وملئت فرق تدريب الضباط بالموالين وتلك الإجراءات تجعل الدولة
عرضة للتهديدات المحلية والإقليمية وتزرع بذور الخلاف المدني – العسكري عبر الإهمال
المؤسسي، ومن جانب أخر دعمت القوى الدولية أفريقيا لمواجهة التحديات الامنية دون
معالجة الجيوش الافريقية وعلاقاتها بالقيادة السياسية المدنية بشكل كلي.
الحضور الخليجي في أرض النزهاء
تكاد تكون المصالح الخليجية في (بوركينافاسو) متواضعه رغم
ما تشهده (أرض النزهاء) من تنافس أمريكي/ صيني/ غربي على المنجنيز والذهب والذي
تجاوز إنتاجه 42 طناً، واقتصرت تلك المصالح بتوقيع دولة الإمارات إتفاقية الأجواء
المفتوحة مع (بوركينافاسو) في مارس 2015، وفي ملتقى الإستثمار السنوي الذي تنظمه إمارة دبي أكدت
وكالة الترويج الإستثماريه البوركينيه على جاذبية دول غرب إفريقيا وأن 77% من المستثمرين الذين شملهم
الإستطلاع يرون أن البنية التحتية هي مجال التركيز الرئيسي لمزيد من الاستثمارات
في بوركينافاسو، ومن جانب أخر تم تدشين قرية الوليد بن طلال للأيتام في ( واغادوغو)
والتبرع بمبلغ مليون دولار أمريكي لإنشاء مشروعي قرية الأطفال وعيادة الأسنان
التابعة لجمعية سوكا، اضف إلى ذلك تأسيس الصندوق السعودي لتنمية غرب افريقيا، كما
زار وفد بوركيني يترأسه السيد ( جالويا كوبا) وممثلين من كبرى الشركات الاستثمارية
غرفة تجارة وصناعة جده وتم طرح فرص زراعية للمملكة للاستثمار في بوركينافاسو.
يمكن لدول الخليج تعزيزحضورها السياسي في افريقيا جنوب
الصحراء بالإستثمار في القطاعات التي تُعد فرص استثمارية واعدة في
افريقيا عامة مثل (الاتصالات)الذي يمكن أن يكون حلقة للإتصال المتنامي وسيفتح أفاق
للتعاون المشترك بين دول الخليج العربي وأفريقيا (جنوب الصحراء) خاصة أن هذا
القطاع قليل التكلفة ومن أكثر
القطاعات جذباً للإستثمارات نتيجة إنخفاض الأخطار وشمول القطاع جميع فئات المجتمع
والدفع المقدم للخدمات، كما يمكن تأسيس تعاون إستثماري خليجي في الدول الأفريقية التي تشهد
تواضعاً في الحضور الخليجي والذي سيفرض على دول الخليج نبذ خلافاتها السياسيه
جانباً.
· نظراً لوفرة الثروات المعدنية في افريقيا
والنمو السريع لقطاع الصناعات التحويلية في دول الخليج فيمكن أن تتحول دول أفريقيا
(جنوب الصحراء) إلى مزود رئيسي للمعادن التي تحتاج اليها الصناعات الخليجية بما في
ذلك الالمنيوم واليورانيوم لتشغيل محطات الطاقة النووية السلمية.
·
تعزيز
سياسة الأجواء المفتوحة بين دول الخليج
العربي وافريقيا (جنوب الصحراء) التي جاءت لتعزيز التجارة والسياحة والاستثمار بين الجانبين .
· لابد من تفعيل
وإبراز دورمؤسسات التفاعل الخليجي الافريقي مثل ( منظمة المؤتمر الاسلامي، جامعة
الدول العربية، والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية العاملة على الساحة الافريقية)
وتعد منظمة المؤتمر الاسلامي أحد أهم منظمات التنسيق الخليجي الأفريقي .
· زيادة التمثيل
الدبلوماسي الخليجي المؤهل في القارة الافريقية ( دول جنوب الصحراء).
· العمل على حل
وإزالة الخلافات الخليجيه / الخليجيه والعمل على تنسيق السياسات بين دول الخليج
العربي ودول افريقيا ( جنوب الصحراء) .
· تطوير "إستراتيجية خليجية خاصة"
لتعزيز العلاقات السياسيه والاقتصاديه بين دول الخليج والدول الإفريقية يتم فيها
تحديد المهام والاختصاصات ودور القطاعين الحكومي والخاص في تلك الإستراتيجية.
كل ما أتمناه
وأنشده وأسعى إليه أن لا ينطبق على العلاقات الخليجيه / الافريقية المقولة
الفرنسية التاليه: (plus
cachange,plus c`est la meme chose) ، بمعنى (كلما تغيرت الظروف بقى الحال على ما هو عليه ).
أمــــــينة
الـــــعريمـــــي
باحــــثة
إمـــاراتية في الشـــــأن الأفـــــريقــــي
afrogulfrelations_21@outlook.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق