الأحد، 19 فبراير 2017


"البـوليسـاريو" ومعـركتـها القـادمـــة 


من المؤكد أن رحيل زعيم جبهة البوليساريو ورئيس الجمهورية العربيه الصحراوية الديموقراطيه "محمد عبد العزيز"، لم يضعف القضية الصحراوية بل تفيد المؤشرات الأخيرة أنها تقوى خاصة أن الجمهورية العربيه الصحراوية حين رحل عنها رئيسها تركها وهي حائزة على إعتراف أهم الدول الأفريقيه المُرشحة لقيادة أفريقيا "مُستقبلاً" وهي : أثيوبيا ( قيادة شرق أفريقيا )، نيجيريا (قيادة غرب أفريقيا ) ، جنوب أفريقيا ( قيادة دول جنوب أفريقيا )، بالإضافة إلى بعض الدول الأفريقيه مثل زيمبابوي، وكينيا، وبوتسوانا، والجزائر التي تعتبر أكبر داعم للجمهورية العربيه الصحراوية، حيث تحتضن مقر القيادة العليا لجبهة البوليساريو في منطقة تيندوف الجزائريه، وبالرغم من أن الرباط نجحت في إقناع ثماني وعشرون دوله أفريقيه لسحب إعترافها بالجمهورية العربيه الصحراويه ( ليس من ضمنهم دول القيادة الأفريقية) ولكن أرى بأن المغرب لم ينجح كفاية في ملف القضية الصحراوية حتى على المستوى الأفريقي، فالجمهورية العربيه الصحراوية تتمتع بعضوية كامله في الإتحاد الأفريقي، ونالت إعتراف بعض الدول الأسيويه مثل كوريا الشمالية، فيتنام، لاوس، وبعض دول أمريكا الجنوبية مثل المكسيك، كوبا، فنزويلا، وتحتفظ بعلاقات جيده مع دول العالم، وأعلنت منظمة العمل العربيه التي أقيمت في إبريل ٢٠١٥  في العاصمة الكويتيه إعترافها بالجمهورية العربيه الصحرواية، وتبقى مُعضلة الجمهورية العربية الصحراوية (البوليساريو) بأنها لم تنل إعتراف الأمم المتحدة والجامعه العربيه حتى اليوم، وأكبر دليل على الإخفاق المغربي في إقناع باقي الدول الأفريقيه بسحب إعترافها بالبوليساريو هو إصرار الإتحاد الأفريقي على مُشاركة (البوليساريو) لأعمال القمه العربيه الأفريقيه في "مالابو" في غينيا الإستوائية، والتي إنتهت بإنسحاب إنسحاب الوفود الخليجية (المملكة العربية السعوديه، دولة قطر، دولة الإمارات العربية المتحدة) بالإضافة للمملكة المغربية، بسبب مشاركة البوليساريو الذي أرى بأنه لم يُجدي نفعاً إلا بمقدار ما قد تضخه دول الخليج العربي من إستثمارات وأموال في أفريقيا جنوب الصحراء لتغيير موقفها، رغم إيماني المُطلق بأن الأفارقة شعوب تؤمن بقضايا التحررالوطني والتي لا تفقهها الكثيرمن المجتمعات.
أثناء زيارة الوفد المغربي لأديس أبابا "مقر الإتحاد الأفريقي" – في نوفمبر من عام 2016- أعلنت أثيوبيا دعمها الكامل لعودة المغرب للإتحاد الأفريقي بعد قطيعه إمتدت لأكثر من ثلاثة عقود، إلا أنه من المرجح أن تتوالى المحاولات المغربية لإقناع أديس أبابا بسحب الإعتراف من الجمهورية العربية الصحراوية (البوليساريو)، وستعتمد المغرب في ذلك أولاً على دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ،ودولة قطر، ودولة الإمارات أكبر الشركاء المُستثمرين في أثيوبيا، والداعم الأول لحق الرباط في الصحراء الغربية، وثانياً أن الرباط تحتفظ بعلاقات دبلوماسية جيدة مع تل أبيب القوة الأولى الداعمه للنظام الأثيوبي الحاكم، وبالتالي يمكن أن تستثمر المغرب في تلك الروابط لتحقيق مطالبها، خاصة أن المملكة المغربية تدرك بلاشك أن أثيوبيا إحدى أهم القوى الأفريقية الفاعلة في قارة المستقبل (أفريقيا)، وبالتالي سحب أديس أبابا إعترافها من الجمهورية العربية الصحراوية (البوليساريو) سيُضاعف دعم دول الخليج العربي لأثيوبيا من جانب، ويمكن أن يدفع القوى الأفريقية الكبرى كـنيجيريا وجنوب افريقيا بسحب الإعتراف من الجمهورية العربية الصحراوية، إلا أن ذلك الإحتمال أضعفه رفض بريتوريا عودة المغرب للإتحاد الأفريقي، وترأسها لحملة تتكون من إحدى عشر دولة أفريقية من بينها "نيجيريا" تقر بحق الشعب الصحراوي في أراضيه، مما يدل برأيي على وجود لاعب خفي يريد الإقتصاص من "الرباط" التي رفضت مُؤخراً المساومة الأمريكية التي كان أحد أهم بنودها إقامة قاعدة أمريكية في المغرب مقابل تجاهل المنظمات الدولية لملف الصحراء.
نترقب كباحثين في الشأن الأفريقي كما يترقب "الصحراويون" مُناقشة قضية الجمهورية العربيه الصحراوية المُتمثله بجبهة البوليساريو في مجلس الأمن في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، فهل يا ترى سينجح المغرب وداعميه "الخليجيين" في مسعاهم المُتمثل في التأكيد على أحقية الرباط في الصحراء الغربيه ؟ أم ستأتي الرياح بما يريده الشعب الصحراوي وداعميه الذين إصطفوا تصفيقاً لكلمة أحمد البخاري (ممثل جبهة البوليساريو في الأمم المتحدة) الذي وجه تحذيراً للرباط قال فيه : " إن الترهيب المغربي لن يجدي نفعاً، ولتعلم الرباط أن عودتها للإتحاد الافريقي ما هو إلا إنتصاراً لجبهة البوليساريو".
يبدو أن الأيام حبلى بما لا نتوقعه ، فأفريقيا وقضايا التحرر الوطني حكاية لن تنتهي ،،،،


أمــينة العــريمـــي
باحـــثة إماراتيــــة فــي الشــأن الأفــريقــي
@gulf_afro

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق